هُنا البصرة، مدينة التاريخ والعراقة، وأحد أقدم الموانئ في العالم. تقع في أقصى جنوب العراق، على ضفاف شط العرب، حيث يلتقي نهر دجلة بنهر الفرات، مشكّلين معًا شريان الحياة لأهالي المدينة. البصرة ليست مجرد مدينة، بل حضارة تمتد لآلاف السنين. من هنا خرج كبار الشعراء والعلماء، وكانت مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا بارزًا في العصور الإسلامية الأولى. أما اليوم، فهي تعدّ العاصمة الاقتصادية للعراق، لاحتوائها على معظم الثروات النفطية والموانئ التجارية، وأهمها ميناء أم قصر. رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها، لا تزال البصرة تحتفظ بجمالها الخاص. نخيلها الباسق، وأزقتها القديمة، وأصوات الأذان الممتزجة بصوت أمواج شط العرب، ترسم لوحة لا تُنسى. البصريون معروفون بطيبتهم وكرمهم وارتباطهم العميق بتراثهم. تقاليدهم، لهجتهم، ومطبخهم الغني بنكهات الخليج العربي، يعكسون أصالة هذه المدينة الفريدة. من إذاعتنا، نحيي أهل البصرة الكرام، ونتمنى لهم مستقبلًا مشرقًا يليق بتاريخهم العريق.
