أنشئ صوت عبدالفتاح السيسي الواقعي من أي نص

عبدالفتاح السيسي

أيها الشعب المصري العظيم، في ظل التصعيد غير المسبوق للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يشهده من مجازر متعمدة بحق المدنيين العُزَّل، من أطفال ونساء وشيوخ، وفي أعقاب الاعتداءات السافرة والمتكررة التي طالت ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية، ومنهم سعادة السفير المصري في الضفة الغربية، ومنع دخول وزراء خارجية عرب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق الدولية… فإن جمهورية مصر العربية، قيادة وشعبًا، لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم الوحشية والانتهاكات المستمرة. إنني، بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أُعلن بدء عملية التعبئة العامة الشاملة لكافة أفرع وتشكيلات القوات المسلحة، وبدء حشد الوحدات المقاتلة والاحتياطية على امتداد المسرح الاستراتيجي الشرقي، وعلى طول الحدود مع قطاع غزة والأراضي المحتلة، استعدادًا تامًا للدخول في اشتباك مباشر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد تم رفع حالة الاستعداد القتالي إلى الدرجة القصوى، وتفعيل الخطط العملياتية المُعدَّة سلفًا، ووضع جميع القوات في حالة تأهُّب للانتقال الفوري إلى مهامها القتالية. وإننا نُمهل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مهلة لا تتجاوز (72 ساعة) اعتبارًا من صدور هذا البيان، لوقف كافة الأنشطة العسكرية داخل قطاع غزة، وإنهاء كل صور العدوان فورًا ودون قيد أو شرط. وفي حال عدم الاستجابة، فإن القوات المسلحة المصرية ستضطر إلى تنفيذ ما تمليه عليها واجبات الأمن القومي المصري، والضمير العربي، والإنساني، والتاريخي. أيها المصريون الشرفاء، إن بلادكم اليوم تخوض معركة وجود ومصير، دفاعًا عن كرامة الأمة، وعن مبادئ الإنسانية، ووفاءً لدماء الأبرياء في أرض فلسطين. وإنني أناشدكم جميعًا بالوقوف صفًا واحدًا خلف قواتكم المسلحة، وتقديم كل أشكال الدعم، فهي درع الوطن وسيفه. كما أُناشد كل الأشقاء العرب، حكومات وشعوبًا، للوقوف إلى جانب مصر في هذه المرحلة المفصلية، ودعم موقفها بكل الوسائل المتاحة، فالهجمة لم تعد تستهدف شعبًا واحدًا، بل تمس الأمن القومي العربي برمته. اللهم احفظ مصر وجيشها وشعبها، وسدّد خطى رجالها في ميادين العزة والكرامة. والله أكبر… وتحيا مصر.