Samples
Default Sample
إن الذين يتحدثون عن الحقيقة في وسائل الإعلام اليوم يحتاجون إلى وقفة مع أنفسهم، فهم يدّعون الموضوعية ولكنهم في الواقع يخدمون مصالح معينة، ويتجاهلون الحقائق التي لا تتناسب مع توجهاتهم الفكرية والسياسية.
Description
طيَّبَ اللهُ أوقاتَكم
هأنَا ذا هيثمُ الأطرشُ في عملٍ جديدٍ يُسَلِّطُ الضوءَ على واحدةٍ من أعقدِ حلقاتِ التآمرِ الدوليِّ في التاريخِ الحديث
قصَّةُ العراقِ بينَ ماضٍ مجيدٍ لعاصمةِ الرشيدِ وحاضرٍ احترقَ في عاصمةِ المجيدِ صدام حسين
الحكايةُ لا تبدأُ من دويِّ القنابلِ في بغداد
بل تبدأُ من لعبةِ المصالحِ الكبرى
حيثُ حُشِدَتْ الأحداثُ بدقةٍ فائقةٍ لجرِّ العراقِ إلى الفخِّ
منذُ بداياتِ الثمانينياتِ
كانتِ الولاياتُ المتحدةُ تَسعَى لاستخدامِ العراقِ كأداةٍ في مواجهةِ إيران
قدَّمَتْ له دعمًا استخباراتيًّا وعسكريًّا سريًّا
ثمَّ حينَ انتهتِ الحربُ
وبدأ العراقُ يتنفَّسُ قوَّتَه
انقلبَ الحلفاءُ إلى أعداءٍ في ظرفِ لحظة
العراقُ خرجَ من الحربِ مثقلًا بالدُّيونِ
والنظامُ الاقتصاديُّ بدأ يئنُّ
لكنَّ الفخَّ الحقيقيَّ كان في الكويت
دولةٌ صغيرةٌ بدأت ترفعُ إنتاجَها النفطيَّ بشكلٍ أضرَّ بالعراقِ مباشرة
طالبَ صدامُ بإيقافِ ذلك
لكنَّه لم يتلقَّ سوى التهديدِ
وفي الكواليسِ كانتِ الصفقةُ قد وُقِّعَت
وثائقُ عديدةٌ تبيِّنُ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ أعطتْ إشاراتٍ مزدوجةً لصدامٍ
تُوهمُه أنَّ غزوَ الكويتِ لن يُواجَهَ بردٍّ قاسٍ
وكان ذلكَ كافيًا ليقعَ في الفخِّ
وفي لحظةٍ فارقةٍ
تحوَّلَ الدعمُ الأمريكيُّ السابقُ إلى شيطنةٍ كاملة
بدأتِ الحملةُ العسكريةُ
لكنَّ ما جرى في الخفاءِ كان أعظم
حُسني مبارك
الرئيسُ المصريُّ حينها
لعبَ دورًا محوريًّا في كسبِ ولاءِ الغربِ
فقدْ كشفَتْ تقاريرُ مسرَّبةٌ أنَّه باعَ الموقفَ العراقيَّ مقابلَ شطبِ جزءٍ كبيرٍ من ديونِ مصر
بل وعملَ على تأمينِ الممراتِ والدعمِ اللوجستيِّ للقواتِ الغازية
أما رجب طيب أردوغان
فقدْ التزمَ الصمتَ المريبَ عامَ ألفين وثلاثة
بل وأتاحَ لقواتِ الاحتلالِ استخدامَ القواعدِ الجويةِ التركيةِ
في صفقةٍ خلفَ الكواليسِ
سعتْ لتأمينِ مكاسبَ إقليميةٍ على حسابِ سيادةِ العراق
ولا يمكنُ أن ننسى
كولين باول
وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيُّ
الذي صعدَ منبرَ مجلسِ الأمنِ الدوليِّ
حاملًا أنابيبَ مشبوهةً
وادَّعى أنَّها دليلٌ قاطعٌ على امتلاكِ العراقِ أسلحةَ دمارٍ شامل
تبينَ لاحقًا أنَّ كلَّ ذلكَ كان كذبًا
الدولُ الخليجيةُ
وعلى رأسِها الكويت
لم تكنْ خارجَ دائرةِ التآمرِ
بلْ ساهمتْ بفعاليةٍ في الضغطِ على العراقِ اقتصاديًّا
رفعتِ الإنتاجَ النفطيَّ بشكلٍ متعمَّدٍ
وساهمتْ في إفقادِ العراقِ قُدرته على الاستقرارِ
كلُّ ذلكَ كانَ يُدارُ عبرَ شبكاتٍ استخباراتيةٍ
وشخصياتٍ عربيةٍ نافذةٍ
عملتْ معَ الأمريكيينَ والإسرائيليينَ
من داخلِ العراقِ وخارجه
تبيَّنَ لاحقًا أنَّ بعضَ مَن كانوا حولَ صدامَ
كانوا عملاءَ
درَّبهم الغربُ
وزوَّدهم بالمعلوماتِ والأموالِ
لضربِ العراقِ من الداخلِ
إنَّها قصةُ خيانةٍ مركَّبةٍ
لا تتعلَّقُ فقط بغزوٍ عسكريٍّ
بل بتفكيكِ دولةٍ
وإسقاطِ هويةٍ
ويبقى السؤالُ
هل كانَ العراقُ ضحيةَ الاحتلالِ وحدَه
أم أنَّ الأياديَ التي امتدَّتْ من الداخلِ
كانتْ أكثرَ فتكًا من القنابلِ
كانَ معكم هيثمُ الأطرش
نلتقي في عملٍ جديدٍ بإذنِ الله
طيَّبَ اللهُ أوقاتَكم
Total Likes
0
0
Mark Count
0
0
Shared Count
0
0
Task Count
0
0