Samples
Default Sample
في عالمنا المتسارع، نشهد تغيرات تمس كل جوانب حياتنا. من التطور التكنولوجي إلى التحولات الاجتماعية، كلها ظواهر تستحق منا التأمل والدراسة لفهم تأثيرها على مجتمعاتنا.
Description
عنوان: العرندس
في قلب السهول الواسعة، حيث لا صوت يُسمع سوى زئير الرياح وهمسات الطبيعة، كان الفقيه معاد يراقب بصمت. عيناه لا تفارقان حمودة، ذاك الشاب الذي لطالما رآه فريسة سهلة، مجرد خطوة أخرى في طريق سيطرته المطلقة.
كان الوقت يمر ببطء، وكل شيء يبدو تحت سيطرته. الأسود التي كانت تحيط بالمكان، تراقب في صمت، كأنها تنتظر الأمر بالانقضاض. لم يكن أحد يجرؤ على تحدي الفقيه معاد، فقد كان هيبته تسبق خطواته، وسُلطته لا يُجادل فيها اثنان.
لكن، وفي لحظة خاطفة، تغيّر كل شيء.
من بين ظلال الأشجار الكثيفة، خرج أسد لم يعرفه أحد، ضخم، شامخ، يهابه حتى الصمت نفسه. أطلق عليه لاحقاً اسم العرندس. تقدم بخطى ثابتة، كأن الأرض تُمهّد له الطريق، ووقف بين معاد وحمودة، في مشهد جمد الدم في العروق.
تراجع الفقيه معاد خطوة إلى الوراء، وعيناه ممتلئتان بالدهشة والقلق. "من هذا؟ من أين جاء؟ ولماذا يتدخل؟" تساؤلات لم تجد طريقها إلى الجواب، بينما كان العرندس يرسل نظرات حادة، تحمل في طياتها حكمة وقوة لا توصف.
الأسود الأخرى تراجعت، أرعبها حضور العرندس كما أرعبها سكوته.
ورغم الخلافات القديمة بين العرندس وشِلّة حمودة، خصوصاً أسد بوعمرا، لم يتردد العرندس لحظة في الوقوف إلى جانب حمودة. كان يعلم أن وقت الحسم قد حان، وأن الطغيان لا يمكن أن يستمر.
وبلمحة سريعة، تغيّرت موازين القوى. سيطر العرندس وبوعمرا على المنطقة، بينما وجد معاد نفسه يُسحب نحو المستنقع، يغوص شيئاً فشيئاً في وحل الخيبة.
أما حمودة، فوقف مشدوهاً، في لحظة من الهستيريا الممزوجة بفرحة غامرة. لم يكن يتوقع أن النجاة ستأتي بهذا الشكل، ولا أن عدواً بالأمس سيكون عوناً اليوم.
وهكذا، وكما يقول المثل: العين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم.
---
إذا عجبك الأسلوب، نكمل معاك الرواية ونبني عليها أحداث جديدة. تحب نديرها على شكل فصول؟
Total Likes
0
0
Mark Count
1
1
Shared Count
0
0
Task Count
4
4