hiba

hiba

@Bibo Bibo.gaber
1الاستخدامات
0المشاركات
0الإعجابات
0تم الحفظ بواسطة

انتظرت طوال حياتي أن أجد أمير أحلامي، لأكتشف في النهاية أن الآلهة — إلهة القمر — قد اختارت لي الشيطان نفسه. عيناه السوداوان تخترقانني كالسكاكين، يداه الخشنتان أرسلت الكثيرين إلى قبورهم مبكرًا، وهديره المنخفض، المليء بالوعيد، كفيل بجعل أي شخص يركع أمامه مستسلمًا. ذئبتي تشتاق إلى جسده، لكن عقلي يعلم أن الحياة معه لا تعني شيئًا سوى حكم بالإعدام. قوانيننا تنص على أنني أخص "ألفا راينور ستون"، وأنه يجب عليّ الخضوع لكل رغباته وأوامره. لكنني لن أنحني أمامه كما يفعل الآخرون. سأواجهه، حتى إن كلفني ذلك أن أنال عقوبة الألفا. وبيننا، من قال إن العقاب دائمًا شيء سيء؟ نزلت إلى الطابق السفلي بحثًا عن بعض القهوة، لعلها تخفف من وطأة التعب. لم أذق طعم النوم منذ أسبوعين، وأعرف تمامًا السبب. لقد ظللت أبحث عنه — رفيقي — منذ أول مرة تحولت فيها إلى ذئبة قبل عشر سنوات. كلما كبرت، ازداد الفراغ بداخلي اتساعًا. الذئبة تحتاج إلى رفيقها... هذا ما كانت تردده أمي دائمًا. كانت تقول: "رفيقك سيكون كل شيء في حياتك." لو أنني فقط أستطيع أن أجد هذا الـ"كل شيء"... عمري الآن ستة وعشرون عامًا، وما زلت لم أره، ولم أسمع عنه، ولا حتى سمعت من سمع به. قد يكون ميتًا، من يدري؟ أعيش في ولاية ويسكونسن، في بيت صغير خلف المنزل الرئيسي. المكان جميل جدًا. غابات مكسوّة بالثلوج وبحيرات متجمدة تلمع تحت أشعة الشمس، تمتدّ خلف بيتي لأميال. منظر يسرق الأنفاس. نحن قطيع صغير، لا يزيد عددنا عن أربعة وعشرين ذئبًا. منزل القطيع عبارة عن نُزل من طابقين، فيه مطبخ رائع وغرف كافية لكل الذئاب غير المرتبطة — وهم قلّة. وصلت أخيرًا إلى الطابق السفلي ودخلت المطبخ. وضعت إبريق القهوة وأخذت أحدّق من النافذة الكبيرة فوق الحوض. لا شيء سوى طبيعة ريفية وغابات تمتد بقدر البصر. أنا حقًا أحب هذا المكان. هادئ وساكن... كأن العالم توقف عن الدوران هنا. لم ألاحظ أن أحدًا دخل المطبخ خلفي. "صباح الخير، ليكس،" قالها أخي آدم. "صباح النور،" رددتُ، "عايز قهوة؟" "هل ده سؤال أصلاً؟" قالها بابتسامة ساخرة. آدم كان دائمًا أعز أصدقائي وأقربهم إليّ. والدنا تُوفي ونحن لا نزال صغارًا، وأمنا حاولت أن تربيَنا بأفضل ما تستطيع، إلى أن رحلت قبل سنوات. كان أبي من نسل "البيتا"، لذا كان من المتوقع أن يتسلّم آدم الدور عندما يصبح مستعدًا. تولّى ألفا غريغ — قائد القطيع — تدريبه، وعلّمه كل ما يحتاج ليكون قائدًا حقيقيًا. "كنتي فين امبارح؟" سألني. "خرجت أجري... كنت محتاجة أصفّي دماغي، وذئبتي ما كانتش سايباني في حالي." هو يعرف تمامًا ما أشعر به تجاه موضوع رفيقي. لقد استهلكني هذا الأمر بالكامل، خصوصًا في السنة الأخيرة. لكن كل ما يقوله لي دائمًا: "اصبري." أن أتحلّى بالصبر...

en
استخدم الصوت
عينات
لا توجد عينات صوتية بعد